مكة: دفعت الاكتشافات الأثرية في المملكة السعوديين إلى تعلم اللغات القديمة مثل الثمودية والمسند واللحيانية والصفائية حتى يتمكنوا من فك رموز النقوش والمنحوتات على الصخور لكشف أسرار الماضي.
خصصت الجامعات السعودية دورات لهذه اللغات وطرق تعلمها، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على الرحلات الاستكشافية ويعزز الثراء التاريخي للمملكة العربية السعودية. ساعد هذا التطور الأكاديمي واللغوي أيضًا في زيادة الوعي بأهمية التراث ودراسته بشكل كامل.
صرح الدكتور جاسر الحربش، الرئيس التنفيذي لهيئة التراث السعودي، لصحيفة عرب نيوز، أن المملكة لديها تراث غني ومتأصل في الثقافات والحضارات القديمة.
وقال إن تعلم اللغات القديمة مثل الثمودية والمسند كان رحلة إلى العصور الماضية.
وقال إن أقسام الآثار في جامعة حائل وجامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ركزت على هذه المجالات وأنه من خلال هذه البرامج والدورات يمكن تحقيق هدف التعرف على الماضي. وأضاف أن المنهج يوفر منصة نظرية، بينما يكون الطالب مسؤولاً عن تطبيق ما تعلمه من خلال العمل الميداني أثناء دراسته لعلم الآثار سواء في المرحلة الجامعية أو في برنامج الدراسات العليا.
وقال: “إن وفرة المعلومات على الإنترنت محفز وقناة ذاتية التوجيه لفك رموز الرموز وكشف النقاب عن أسرار اللغات للمهتمين. كما ساعد اهتمام مجموعة من المتخصصين في زيادة الوعي ونقل الخبرات في كل ما يتعلق بالتراث والحضارات. يضاف إلى ذلك دور الرحلات الاستكشافية والأبحاث المنشورة والمتداولة التي ساعدت في إثارة فضول المهتمين.
“تدريجيًا الدائرة تتسع وأصبح سلوكًا شائعًا، وأصبحت النقوش الصخرية ذكرى وألبومًا من الحكايات التي تقاوم المحو والنسيان بسبب المؤهلات التي يتمتع بها المتخصصون في المملكة العربية السعودية عالميًا، مما يجعلهم يكتسبون الدراية والمعرفة لفك أسرار هذه اللغات “.
وقال إن هناك برامج لدرجة البكالوريوس لتعليم اللغات القديمة في أقسام الآثار بجامعة الملك سعود وجامعة حائل وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. كان هناك أيضًا معهد الممالك في الهيئة الملكية للعلا، وهو مركز دولي للمعرفة والبحوث الأثرية يقدم تجربة أعمق وأكثر تخصصًا.
وتشير دراسات محلية إلى وجود نقوش ونقوش صخرية في أكثر من 5000 موقع سعودي. تحتوي هذه الأماكن على آلاف المنحوتات والنقوش الأثرية، ويتم الحفاظ عليها من خلال التوعية بأهميتها وحمايتها وإعادة تأهيلها ومراقبتها.
متوسطأضواء
وتشير دراسات محلية إلى وجود نقوش ونقوش صخرية في أكثر من 5000 موقع سعودي. تحتوي هذه الأماكن على آلاف المنحوتات والنقوش الأثرية، ويتم الحفاظ عليها من خلال التوعية بأهميتها وحمايتها وإعادة تأهيلها ومراقبتها.
قال الدكتور فؤاد بن ضيف الله المغاميسي المتخصص في تاريخ المدينة المنورة، إن الجزيرة العربية بها العديد من النقوش والنقوش. تم حفظها على منحدرات الجبال وفي الوديان، بينما كان البعض الآخر على الصخور.
قال: إن دراسة المواقع الجغرافية التي تحتوي على نقوش أو كتابات أو رسومات من منظور طوبوغرافي ليس بالأمر السهل، لأننا نتعامل مع ثقافة اجتماعية تلاشت وليس لها مصدر معرفي أو تاريخي غير ما هو قديم. ترك الناس وراءهم. والأكثر صعوبة هو محاولة دراستها من جوانب مختلفة ومحاولة معرفة ما تعنيه هذه الرموز أو النقوش أو الكتابات أو الرسوم حقًا “.
وأضاف أنه بسبب كثرة اللغات وتنوع الكتابات، لجأ الأنباط إلى استخدام الآرامية لنحت نقوشهم وأن الآرامية مشتقة من اللغة الأم العربية.
ومع ذلك، أظهرت بعض النقوش القديمة مدى التأثير عليهم من الحضارات التي اتصلوا بها مثل اليونانية واللاتينية، مما يشير إلى أن هذه النقوش انتشرت عبر مساحة واسعة، مما دفع الناس إلى افتراض أن هذه اللغة أو الكتابة كانت منتشرة على نطاق واسع و شائع خلال تلك الحقبة التاريخية.
وقال إن السؤال عن كيفية تعلم اللغات القديمة مثل الثمودية والمسند واللحيانية ظل صالحًا لأنه كان مادة للتاريخ القديم وكان أحد مصادره. كان من الضروري فك رموز رموزها وقراءتها وفقًا لتخصص منهجي وعلمي لأن الحدث التاريخي سيعتمد عليه.
وقال أيضًا إن النقش مصدر موثوق، ولهذا خصصت أقسام التاريخ وأقسام الآثار وعلماء الآثار عددًا كبيرًا من الدراسات للمتخصصين وغيرهم من المهتمين.
لكن بما أن المملكة العربية السعودية لديها عدد كبير من هذه النقوش والمنحوتات، كان لا بد من عقد جلسات تعليمية وورش عمل لإعداد الشباب المهتمين بهذا المجال، على حد قوله.