القاهرة – 26 مايو 2022: تابع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خطط التوسع في إنشاء مشروعات تحلية مياه البحر، بحضور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وهالة السيد وزيرة التخطيط والاقتصاد. وعاصم الجزار وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء اهتمام الدولة بالتوسع في مشاريع تحلية مياه البحر خلال المرحلة المقبلة خاصة في المدن الساحلية والحدودية نظرا لأهمية هذه المشاريع في توفير جزء من الاحتياجات المائية المحلية لدعم أغراض التنمية المختلفة.
وأشار إلى أن الحكومة حريصة بشكل جدي على تحقيق مشاركة فاعلة للقطاع الخاص في تنفيذ هذه المشاريع المهمة للدولة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتوسيع قاعدة مشاركة هذا القطاع في الاقتصاد المصري، فهو شريك حقيقي. في العمل التنموي.
ووجه رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة فنية لتلقي العروض من الشركات المتقدّمة لتنفيذ مشاريع تحلية مياه البحر، والتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل الأسعار المعروضة، وتكليف جهات الدولة بتوفير الأراضي اللازمة لتنفيذ مشاريع تحلية مياه البحر. كأراضي المشاريع الصناعية التي ستقام لتوفير المدخلات اللازمة لمحطات التحلية مثل معدات التصنيع والأغشية المستخدمة في التحلية.
وتناول الاجتماع مراجعة الوضع الحالي لمحطات التحلية الحالية الجاري تنفيذها، حيث لوحظ أن هناك حاليًا 82 محطة تحلية قائمة، بطاقة إجمالية 917 ألف متر مكعب / يوم، وجاري العمل على 14 محطة جديدة. الذي سيرفع الطاقة الإجمالية لمحطات التحلية في مصر إلى حوالي 1.4 مليون متر مكعب / يوم.
كما تطرق الاجتماع إلى تفاصيل الخطة الخمسية للتوسع في إنشاء مشاريع تحلية مياه البحر للأعوام من 2020 إلى 2050 والتي تهدف إلى توفير الاحتياجات المائية لأهداف التنمية الحضرية، وتلبية متطلبات السكان الطبيعيين في المستقبل. زيادة عدد السكان الحاليين، حيث تمت مراجعة مواقع المحطات المقترحة ضمن هذه الخطة، والطاقة المطلوب تحقيقها.
قال خبير قطاع المياه في بنك الاستثمار الأوروبي، وليد سالم، سابقًا، إن بنكه يدرس حاليًا المشاركة في خطة مصر لتحلية مياه البحر في إطار المشروعات التي يساهم البنك في تمويلها.
جاء هذا التصريح بالتزامن مع إعلان وزير التنمية المحلية بالولاية محمود شعراوي دخول مصر مرحلة الفقر المائي.
وبحسب سالم، فإن بنك الاستثمار الأوروبي يعطي أولوية كبيرة لمشروعات المياه والصرف الصحي كأحد أولويات مصر، مشيراً إلى أن ذلك يتم تماشياً مع البرامج الوطنية الكبيرة التي تنفذها مصر، بما في ذلك مبادرة الحياة الكريمة.
وقال سالم: “يساهم البنك في عدة مشروعات في مصر بتمويل مشترك مع الاتحاد الأوروبي”.
وأشار إلى أن من بين هذه المشاريع إنشاء محطة صرف صحي بغرب الإسكندرية على عكس مشاريع أخرى مثل مشروع تحسين جودة المياه بمنطقة كيتشنر دراين بالدلتا، بقيمة تمويل 406 مليون يورو، بتمويل تنموي 213.9 مليون يورو. بنك الاستثمار الأوروبي ومنحة 25 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى مشاريع الصرف الصحي بكفر الشيخ والعديد من المشاريع على مستوى الجمهورية.
وحول مشروعات البنك المستقبلية في مصر أوضح مسئول البنك الاستثماري أن البنك يسعى دائمًا للاستجابة للخطة القومية للدولة المصرية وأولوياتها.
وحول قيمة تمويل المشاريع في مصر، أوضح أن بنك الاستثمار الأوروبي قدم تمويلا لمصر بقيمة 1 مليار يورو حتى الآن لدعم 23 مشروعًا، منها: مشروعات التنمية المتكاملة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الإسكندرية وكفر الشيخ، بالإضافة إلى مشروعات. يهدف إلى الحد من التلوث في بحيرات مصر والبحر المتوسط ومحطة الصرف الصحي بالفيوم.
ورداً على ما إذا كان بنك الاستثمار الأوروبي يساهم في مشاريع أخرى غير المياه، خاصة ضمن مبادرة الحياة الكريمة، قال إن هناك دراسة جارية حالياً مع وزارة الإسكان في هذا الصدد، مضيفاً أنه حتى الآن لم يحدث أي تعاون لأن الحياة الكريمة مشروع وطني كبير يتم تنفيذه بوتيرة سريعة والبنك يدرس المشاركة في مرحلتيه الثانية والثالثة إذا طلبت الحكومة ذلك.
دخلت مصر مرحلة الفقر المائي
قال اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، في وقت سابق يوم 19 مايو، إن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي وفق المعدلات والمعايير الدولية ووفقًا للأمم المتحدة.
يحدد تعريف الفقر المائي نصيب الفرد من المياه بـ 1000 متر مكعب سنويًا، وبالتالي انخفض نصيب الفرد من المياه في مصر اليوم إلى ما يعادل 550 أو 580 مترًا مكعبًا من المياه، أي حوالي نصف الفقر المائي. معدل.
تستخدم مصر حاليًا مياهًا أكثر من مواردها الداخلية المتجددة، والتي تعتمد بشكل أساسي على تدفقات مياه النيل العذبة، حيث يعد نهر النيل العمود الفقري للقطاع الصناعي والزراعي في مصر، وهو المصدر الرئيسي لمياه الشرب للسكان، توفير ما يقرب من 97٪ من مياه مصر.
تبلغ حصة مصر السنوية من النيل 55.5 مليار متر مكعب، دون التأثيرات المتوقعة لسد النهضة، ويبلغ إجمالي الموارد المائية التي تستخدمها مصر حوالي 76 مليار متر مكعب من المياه، أي أن مصر تعاني من عجز مائي قدره 20 مليار مكعب. متر سنويا.
يتم سحب 6 مليارات متر مكعب من الأمطار والمياه الجوفية، وإعادة استخدام 12 مليار متر مكعب من المياه.
سد النهضة الإثيوبي هو أحدث قضية تواجه مصر فيما يتعلق بملف المياه.
لكن تقريرًا صادر عن المجلس الأطلسي أفاد بأن أزمة المياه في مصر تتراكم منذ فترة طويلة، حتى قبل ظهور أزمة السد، مشيرًا إلى أن النيل قد استنزف، ليس بسبب سد النهضة، الذي بدأ بالملء فقط في يوليو الماضي، ولكن في المقام الأول بسبب الزيادة الهائلة في عدد السكان الذين تضخمت احتياجاتهم بما يتجاوز طاقة نهر النيل، والذين هم الآن معرضون لخطر عدم شرب ما يكفي.
وفقًا لتقرير التنمية البشرية في مصر (EHDR 2021) ، بلغ نصيب الفرد من المياه في عام 2018 حوالي 585 مترًا مكعبًا سنويًا، وبحلول عام 2025 من المتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى 496 مترًا مكعبًا سنويًا.
ومن المتوقع أيضًا أنه بحلول عام 2030 سينخفض الرقم أيضًا إلى 444 مترًا مكعبًا سنويًا للفرد، وفي عام 2037 من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من المياه العذبة إلى 387 مترًا مكعبًا سنويًا.
كما توقعت التقديرات أنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد السنوي من المياه العذبة في مصر إلى 303 متر مكعب.
إذا تم تحقيق ذلك، فسيتم تقدير نصيب الفرد من المياه في مصر بما يعادل ثلث خط الفقر المائي العالمي.
من المتوقع أن يزداد الإجهاد المائي في مصر في المستقبل نتيجة للنمو السكاني السريع، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة استهلاك المياه في مصر ودول حوض النيل الأخرى. إذا لم يتم التعامل مع ندرة المياه بشكل صحيح، فإن أزمة المياه المتفاقمة ستضع ضغوطًا شديدة على الاقتصاد المصري وتجعل البلاد أكثر عرضة للصراع الداخلي، وفقًا لتقرير صادر عن دبلوماسية المناخ.
مشاريع تحلية المياه
في غضون ذلك، حققت مصر قفزة كبيرة في مجال تحلية المياه، حيث استطاعت مضاعفة الإنتاج في غضون سنوات قليلة إلى حوالي مليون متر مكعب في اليوم، بدلاً من 80 ألف متر مكعب في اليوم، بحسب بيان سابق أدلى به سابقًا. رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ورئيس شركة الاسكان والتعمير للمرافق احدى شركات وزارة الاسكان سيد العشرى.
وأوضح العشري أن ذلك يعود إلى المحطات الجديدة التي تم تنفيذها خلال السنوات السبع الماضية، حيث تم تنفيذ 82 محطة تحلية، وجاري تنفيذ 14 محطة تحلية جديدة بطاقة 518 ألف متر مكعب / يوم.