قال بنك ستاندرد تشارترد، إن ما يقرب من ثلث ديون مصر مقومة بالعملات الأجنبية، وإن أي تحرك إضافي في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه سيرفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح البنك في تقريره الأخير أن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى نحو 38 جنيهًا مصريًا (كما هو متداول في السوق السوداء) سيدفع الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 100٪ بنهاية يونيو 2023. وذكر موقع مصراوي المملوك للقطاع الخاص.
ارتفع الدين الخارجي لمصر بنسبة 5.2 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي ليصل إلى 162.9 مليار دولار في نهاية ديسمبر، مقابل 154.9 مليار دولار في سبتمبر، بحسب بيانات صادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.
بلغ عبء الدين 91.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في يونيو 2022 بناء على تقديرات صندوق النقد الدولي، بحسب تقرير البنك.
وبحسب مشروع موازنة الدولة للسنة المالية الجديدة، من المتوقع أن ترتفع مديونية هيئات الموازنة بنهاية يونيو 2023 إلى نحو 96 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
أدت عودة مصر إلى سعر صرف مرن بعد تعليقه خلال عامي 2020 و 2021 إلى انخفاض كبير في قيمة الجنيه منذ مارس من العام الماضي.
ونتيجة لذلك، ارتفع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بنحو 96 في المائة، من 15.76 جنيه للدولار في 20 مارس 2022 إلى 30.94 جنيه في التعاملات المصرفية، حتى يوم الأحد.
قال ستاندرد تشارترد إن مزيج التضخم المرتفع وضعف العملة وارتفاع أسعار الفائدة العالمية كان له تأثير شديد على مصر، حيث من المرجح أن تتجاوز نسبة تكلفة الفائدة إلى الإيرادات 50٪ في السنتين الماليتين الحالية والمقبلة.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من الانضباط المالي الذي يبقي العجز تحت السيطرة، إلا أن التحديات تتزايد أمام قدرة مصر على تحمل الديون.
سعر الصرف لا يزال مستقرا
ويبلغ سعر الدولار أمام الجنيه، بحسب البنك المركزي، نحو 30.88 جنيهًا، وهو معدل ظل مستقرًا لبعض الوقت.
وخفضت الحكومة قيمة الجنيه بنحو 50 في المائة خلال العام الماضي.
استخدام العملات الأجنبية في البيع والشراء بين المواطنين يعرضهم للعقاب القانوني.
لا يحمي القانون الأشخاص الذين يرتكبون هذا الفعل إذا قاموا بالاحتيال على الطرف الآخر أثناء العملية، بحسب الخبير القانوني وعضو نقابة المحامين عيسى أبو عيسى.
وقال عيسى لـ “المصري اليوم” إن القانون واضح في هذا الشأن، حيث يحظر الدولرة بكافة أشكالها لما لها من آثار سلبية على الاقتصاد الوطني.