قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية، أونو هيكاريكو، إن اليابان تعتبر مصر بوابة إلى إفريقيا، وتأمل بدورها أن تكون القاهرة بوابة طوكيو نحو إفريقيا.
وأضافت أن العلاقات بين مصر واليابان كانت قوية عبر التاريخ وتعمل اليابان على الارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية حقيقية.
وترى هيكاريكو أن الاقتصاد المصري ينمو وأكدت ثقتها في قدراته ونصحت الشركات اليابانية بالاستثمار في مصر.
وأكدت هيكاريكو خلال المقابلة أن بلادها تشعر بالقلق إزاء الوضع في السودان وتقدر دور مصر في الحد من التصعيد في فلسطين.
س: كيف ترون العلاقات بين القاهرة وطوكيو في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا؟
أ: كانت العلاقات بين مصر واليابان قوية عبر التاريخ، واختار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زيارة القاهرة كجزء من رحلة عمل لعدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك غانا وكينيا وموزمبيق.
تلعب مصر دورًا محوريًا في إفريقيا والشرق الأوسط، وتعمل طوكيو على تطوير هذه العلاقة الثنائية القوية لمرحلة الشراكة الاستراتيجية. أرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نشط للغاية. نعلم أنه يستيقظ مبكرًا، ويستمر في العمل لفترات طويلة.
س: وماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين وما هي أهم المجالات الاستثمارية؟
أ: نرى الاقتصاد المصري ينمو ونثق بقدراته رغم الأزمات الاقتصادية العالمية. لذلك ننصح الشركات اليابانية بالاستثمار في مصر حيث تعمل الحكومة المصرية على تذليل مشاكل المستثمرين.
س: ما هي أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من وجهة نظرك؟
أ: تعمل اليابان على تطوير علاقات التعاون إلى شراكة إستراتيجية، وهو ما ينعكس في التعاون في مختلف المجالات، سواء في بناء المترو، أو مجال التعليم. يوجد في مصر 51 مدرسة يابانية، بالإضافة إلى جامعة يابانية.
كما أننا نعتبر قناة السويس نقطة جذب مهمة، مما يدفعنا إلى دعوة رجال الأعمال اليابانيين للاستثمار في مصر نظرًا لأهمية المبادرات التي تقدمها القاهرة في القطاعين العام والخاص.
س: وماذا عن التعاون في مختلف المجالات؟
أ: تتعاون اليابان مع مصر في العديد من المجالات سواء في مشروعات الطاقة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال أو السياحة من خلال إنشاء المتحف المصري الكبير. تعتبر اليابان مصر بوابة إلى إفريقيا، ونأمل أيضًا أن تكون القاهرة بوابة طوكيو نحو إفريقيا.
وأكد رئيس الوزراء الياباني على ضرورة تعزيز الأمم المتحدة ككل، بما في ذلك إصلاح مجلس الأمن، والحفاظ على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتعزيزها.
س: كيف ترون الوضع في السودان؟
أ: نحن قلقون من الوضع في السودان.
بحث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الوضع في الخرطوم وضرورة إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
اتفقت اليابان ومصر، اللتان تتمتعان بعلاقات وثيقة مع الخرطوم، على تهدئة الموقف من أجل استئناف العملية الديمقراطية وعملية الانتقال إلى الحكم المدني في السودان في أسرع وقت ممكن.
تخطط اليابان لإرسال سفير م. شينسوكي شيميزوالمبعوث الياباني الخاص للقرن الأفريقي، إلى الدول المعنية، بما في ذلك مصر، حيث تهدف اليابان إلى تقديم مساعدات إنسانية طارئة للاجئين في الدول المجاورة والنازحين داخليًا.
وفي السياق ذاته، نعرب عن قلقنا الدائم إزاء التصعيد أحيانًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لذلك فإننا نقدر دور مصر في الحد من التصعيد وجهود الرئيس السيسي في هذا الصدد، حيث نتابع الأوضاع في فلسطين، ونتابع تطورات الأوضاع في سوريا.
س: محلياً ، هل لدى حكومة كيشيدا خطة لمساعدة الشعب الياباني بعد جائحة فيروس كورونا وسط الأزمات الاقتصادية العالمية؟
أ: نعم، نعمل على تقديم المساعدة للشعب في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، وسط ارتفاع متوسط العمر المتوقع وتراجع التركيبة السكانية للشباب.
تعمل الحكومة على زيادة الأجور ورفعها للأجيال ما بين 20 و 30 سنة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل.
س: تابعنا مقتل رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي، وإلقاء قنبلة على رئيس الوزراء الحالي كيشيدا، ما هو تفسيرك لهذا النوع من الحوادث؟
أ: اغتيل رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي في 8 يوليو 2022 أثناء إلقائه كلمة انتخابية. رعلى سبيل المثال، رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا، لم يتم تنظيم هذا الحادث – ألقى شخص قنبلة دخان عندما ألقى خطاب الانتخابات في 15 أبريل.
كلا الحادثتين هي أفعال فردية وليست متشابهة.
وتحقق الجهات الأمنية في أسباب الاعتداء ودوافع المتهمين.
س: أعلنت اليابان دعمها لأوكرانيا ضد روسيا بعد الحرب التي شنتها موسكو في فبراير 2022. ألا يؤثر ذلك على المفاوضات الثنائية حول جزر الكوريل؟
أ: عدوان روسيا على أوكرانيا خالف مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي. نحن محكومون باتفاقيات دولية، فما فعلته روسيا يعتبر تدخلا عسكريا في شؤون دولة أخرى، وبالفعل أثرت الحرب على مفاوضات الجزر.
بمجرد بدء العدوان الروسي على أوكرانيا، فرضت طوكيو عقوبات على روسيا، كما هو الحال مع دول مجموعة السبع. العقوبات مرتبطة بالحرب المستمرة.
س: لكن روسيا عبرت عن مخاوفها من انضمام أوكرانيا إلى الناتو، حيث يمثل ذلك تهديدًا واضحًا لأمنها القومي؟
أ: نعتقد أن التغيير من جانب واحد وبالقوة غير مقبول، سواء من قبل روسيا في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، لذلك نعمل على دعم القانون الدولي ونظام عالمي حر ومنفتح.
س: مثل روسيا، يوجد نزاع بين اليابان وكوريا الجنوبية حول جزر تاكيشيما أو كما تسميها كوريا الجنوبية جزر دوكدو. فكيف ترى العلاقات مع سيول؟
أ: العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية حازمة و يعتزم رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول زيارة طوكيو، حيث دعاه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للمشاركة في قمة مجموعة السبع، التي ستعقد في الفترة من 19 إلى 21 مايو.
لذا فإن العلاقات الثنائية إيجابية لأنها دولة مجاورة، وانضمت كل من طوكيو وسيول إلى التحالف مع الولايات المتحدة ضد تهديدات كوريا الشمالية.
س: في سياق الحديث عن دول الجوار تخشى بكين زيادة إنفاق طوكيو على التسلح، ما تعليقك على ذلك؟
أ: اليابان دولة ديمقراطية، وميزانية وزارة الدفاع اليابانية معروفة للشعب الياباني وكافة دول العالم. تمتاز الميزانية بالشفافية، وتمت الموافقة عليها من قبل البرلمان وأغلبية الحكومة، لكن الصين تعمل على زيادة الإنفاق على التسلح، من خلال ميزانية ضخمة غير معلنة.
رغم ذلك، فإن الحوار مع الصين مفتوح وراسخ، فنحن حريصون على العلاقات مع دول الجوار.
مشروع خط الشحن الياباني لا يعارض مشروع طريق الحرير الصيني، بل على العكس من ذلك، فكلاهما له فائدة، والمشروعان لا يتقاطعان مع بعضهما البعض.