افادت وسائل الاعلام الرسمية ان ثلاثة مقاتلين ومدنيا قتلوا اليوم السبت في مواجهات في مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، فيما انتقد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب العنف المتصاعد.
الصادر في:
3 دقيقة
وتجدد القتال في وقت متأخر من يوم الخميس في مخيم عين الحلوة للاجئين على مشارف مدينة صيدا الساحلية بعد أسابيع فقط من أعمال عنف دامية بين أعضاء حركة فتح التي يتزعمها عباس ومتشددين إسلاميين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن الاشتباكات المستمرة داخل المخيم يوم السبت أسفرت عن مقتل “شخصين من فتح” وإسلامي، في حين قتل “مدني برصاصة طائشة” خارج المخيم، مشيرة إلى إصابة عشرات آخرين.
وقال مكتب ميقاتي في اتصال هاتفي لعباس اليوم السبت، إن “ما يجري لا يخدم القضية الفلسطينية على الإطلاق ويشكل إساءة جسيمة للدولة اللبنانية” ومدينة صيدا.
وشدد ميقاتي على “أولوية إنهاء العمليات العسكرية والتعاون مع القوى الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات”، بحسب البيان الذي نشره موقع “X” تويتر سابقا.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس في صيدا أن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح السبت بعد أن ساد الهدوء إلى حد كبير خلال الليل.
وتركز القتال في مجمع مدرسي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حسبما أفاد مصدر في القيادة الفلسطينية في المخيم لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته.
وكانت الأونروا قد حذرت في وقت سابق من أن المسلحين يحتلون مدارسها في المخيم.
وتضم عين الحلوة أكثر من 54,000 لاجئ مسجل وآلاف الفلسطينيين الذين انضموا إليهم في السنوات الأخيرة من سوريا، هربًا من الحرب في الدولة المجاورة.
تم إنشاء المخيم، وهو الأكبر في لبنان، للفلسطينيين الذين طردوا أو فروا خلال حرب عام 1948 عند قيام إسرائيل.
“الذهاب إلى الجحيم”
ودعا الجيش اللبناني، الذي لا يدخل المخيمات بموجب العرف القديم ويترك للفصائل الفلسطينية تولي الأمن هناك، “جميع الأطراف المعنية في المخيم إلى وقف القتال”.
وأضافت أنها تتخذ “الإجراءات اللازمة وتجري الاتصالات اللازمة لوقف الاشتباكات التي تعرض حياة الأبرياء للخطر”.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن عشرات العائلات فرت مع اشتداد القتال حاملة حقائب مليئة بالاحتياجات الأساسية مثل الخبز والماء والدواء.
وقال محمد بدران، 32 عاماً، أحد سكان المخيم، إنه “ينام في الشوارع” مع زوجته وطفليه المذعورين بدلاً من العودة قبل انتهاء القتال.
وقال من مسجد في صيدا حيث لجأت عائلته وعائلات أخرى: “كنا نمر بالجحيم”.
وشاهد مراسل فرانس برس عمال إغاثة ينصبون خيما خارج الملعب البلدي في صيدا لإيواء سكان المخيمات النازحين بسبب القتال.
وقال مسؤول إدارة الكوارث في بلدية صيدا مصطفى حجازي لوكالة فرانس برس إن “البلدية تنسق مع الصليب الأحمر لنصب 16 خيمة كخطوة أولى”.
وأضاف “نتوقع نصب المزيد من (الخيام) لاستيعاب نحو 250 شخصا”.
وقال مدير المستشفى أحمد الصمدي لوكالة فرانس برس إن مستشفى عام مجاور للمخيم نقل جميع مرضاه إلى مرافق أخرى بسبب الخطر.
وأسفرت الاشتباكات التي بدأت على مدى خمسة أيام في أواخر يوليو/تموز الماضي عن مقتل 13 شخصاً وإصابة العشرات، في أسوأ تفجر لأعمال العنف في المخيم منذ سنوات.
واندلع هذا القتال بعد مقتل متشدد إسلامي وأعقبه كمين أسفر عن مقتل خمسة من أعضاء فتح من بينهم قائد عسكري.
ودعا المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، عمران رضا، الجمعة، “المجموعات المسلحة إلى وقف القتال في المخيم” وإخلاء المدارس التابعة للأونروا “فورا”.
وقال رضا في بيان إن “استخدام الجماعات المسلحة للمدارس يرقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة” للقانون الدولي.
ويستضيف لبنان ما يقدر بنحو 250 ألف لاجئ فلسطيني، بحسب وكالة الأمم المتحدة.
ويعيش معظمهم في المخيمات الرسمية الـ12 في لبنان، ويواجهون مجموعة متنوعة من القيود القانونية، بما في ذلك القيود المفروضة على العمل.
(فرانس برس)