السعودية تدعو إلى إصلاح أطر التعاون العالمي قبيل قمة المستقبل
نيويورك: دعت المملكة العربية السعودية يوم الخميس المجتمع الدولي إلى إصلاح أطر التعاون المتعددة الأطراف لتأخذ في الاعتبار بشكل أفضل اهتمامات واحتياجات جميع الدول، بما في ذلك الدول النامية.
وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان: “نحن بحاجة إلى آليات متعددة الأطراف أكثر تأثيراً وأكثر فعالية… وتنمية دولية سيتم دعمها بينما نعمل نحو عالم أكثر عدلاً وأكثر سلاماً”.
وكان يتحدث على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في اجتماع وزاري للتحضير لقمة المستقبل في سبتمبر 2024. وتصف الأمم المتحدة القمة المقبلة بأنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التحديات الحاسمة، ومعالجة الثغرات في الحوكمة العالمية، وإعادة تأكيد الالتزامات الحالية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة، وإنشاء نظام متعدد الأطراف في وضع أفضل للتأثير بشكل إيجابي على حياة الناس.
وقال الأمير فيصل إن القمة تهدف إلى المساعدة في التغلب على التحديات التي تقوض الآمال العالمية في مستقبل أفضل، وشدد على ضرورة إعادة تأكيد المبادئ المشتركة وتكثيف المشاورات للاتفاق على رؤية مشتركة يمكنها “تحسين العالم من أجل شعوبنا”.
وأضاف أنه يجب إشراك هيئات الأمم المتحدة في عملية الإصلاحات، ولا سيما مجلس الأمن الذي “يجب توسيعه وجعله أكثر تمثيلا بطبيعته”، وأن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال الشراكات الدولية يجب أن يكون على رأس قائمة أولويات الأمم المتحدة. موضوعات للمناقشة في الحدث العام المقبل.
وقال الأمير خلال الاجتماع: “لقد أشار تقرير التنمية المستدامة العالمية لعام 2022 إلى التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة لأننا أعطينا الأولوية للتنمية المستدامة كأولوية لرؤية السعودية 2030”.
وأضاف: «المملكة تعمل بلا كلل، من خلال عضويتها في المنظمات والتكتلات الدولية، على تنشيط مسار التطور في العلاقات بين الدول، لدعم التفاهم الأفضل والتعاون الأفضل».
وقال إن العلاقات البناءة التي تعتمد على الحوار لحل الخلافات، والتعاون في إرساء الأمن والاستقرار، توفر الطريق نحو تحقيق التنمية الشاملة.
وقال الأمير فيصل: “إن أطر التعاون الدولي يجب أن تكون مسهلة وداعمة للشراكة والتعاون، ومقاومة لضغوط المنافسة والاستقطاب، وتثبيط أي دعوات تنشر الكراهية بين الشعوب، وعدم احترام الأديان، وتأجيج التطرف والإرهاب”.
وأضاف أن القمة ستأخذ في الاعتبار أيضا الطبيعة الشاملة والخصوصية لمفاهيم حقوق الإنسان، مع تناول الحقوق الأصيلة مثل الحق في التنمية والغذاء، والحفاظ على الدور المحوري للأسرة، ورفض الاستخفاف أو الاستخفاف. من الأديان.
وأتاح اجتماع الخميس فرصة للوزراء لتحديد رؤاهم وأولوياتهم لقمة المستقبل، وتحديد توقعاتهم بشأن النتائج العملية التي يمكن تحقيقها عندما يجتمع رؤساء الدول والحكومات العام المقبل.
وتهدف القمة إلى البناء على قمة أهداف التنمية المستدامة التي استمرت يومين والتي عقدت يوم الاثنين، وبث حياة جديدة في النظام المتعدد الأطراف حتى يتمكن من الوفاء بوعود ميثاق الأمم المتحدة وأجندة المنظمة لعام 2030 من أجل مستقبل مستدام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إن قمة المستقبل فرصة فريدة للمساعدة في إعادة بناء الثقة وجعل المؤسسات والأطر المتعددة الأطراف التي عفا عليها الزمن متوافقة مع عالم اليوم، على أساس المساواة والتضامن”.
“لكنها أكثر من مجرد فرصة؛ إنها وسيلة أساسية للحد من المخاطر وخلق عالم أكثر أمانا وسلاما.
ومن المتوقع خلال القمة أن تتبنى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ميثاقا للمستقبل يغطي خمس قضايا رئيسية: التنمية المستدامة والتمويل المرتبط بها؛ السلام والأمن الدوليين؛ العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعاون الرقمي؛ الشباب والأجيال القادمة؛ وتحويل الحوكمة العالمية.