نيويورك: دعا وزير الخارجية السعودي إلى إيجاد حلول سلمية للأزمات العالمية المتعددة خلال خطابه أمام الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك يوم السبت.
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أهمية حقوق الإنسان بالنسبة للمملكة العربية السعودية، قائلاً: “لقد سنت بلادنا عدداً من القوانين، كما عدلت القوانين القائمة، من أجل تعزيز كرامة المواطن وحماية سبل العيش والعيش الكريم مع ضمان الحماية للجميع.”
وأكد مجددا دعم المملكة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “الذي يتيح للشعب الفلسطيني أن تكون له دولته المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما دعا الأمير فيصل إلى إيجاد حلول للصراعات والأزمات في سوريا واليمن ولبنان والعراق وليبيا وأوكرانيا والسودان.
وقال: “تؤكد المملكة حرصها على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، وتدعم كافة الجهود الرامية إلى حل الأزمة في اليمن، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني”.
ودعا إلى وقف التصعيد في السودان، قائلا إن السعودية استضافت محادثات وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في جدة في وقت سابق من هذا العام بمشاركة الولايات المتحدة.
وقال: “المملكة العربية السعودية تعمل بنشاط لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات للسكان”.
وأضاف: “لقد قمنا منذ بداية الأزمة باتخاذ إجراءات إنسانية مستمرة من خلال إجراء عمليات إجلاء بحراً لآلاف السودانيين ومواطني الدول المجاورة والشقيقة”.
وقال الأمير فيصل إن الملك سلمان أطلق أيضًا مبادرة لجمع الأموال للشعب السوداني، وأصدر مرسومًا بقيمة 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية للبلاد من خلال وكالة المساعدات السعودية KSrelief.
وقال الأمير فيصل إن المملكة العربية السعودية تدعم الدعوات لانسحاب جميع القوات الأجنبية في ليبيا.
وقال: “تؤكد المملكة أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا بما يضمن سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ووقف التدخل في شؤونها الداخلية”.
ولإظهار دور المملكة المهم كوسيط عالمي، ذكر الأمير فيصل الجهود السعودية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، بما في ذلك دعوة البلاد لحضور قمة جامعة الدول العربية في جدة في مايو، واستضافة قمة دولية حول الحرب في أغسطس.
وشهد الاجتماع الأخير حضور أكثر من 40 دولة، بما في ذلك العديد من الدول التي لم تدين روسيا على وجه التحديد.
كما أشاد الأمير فيصل باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران “على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والأمن وعدم التدخل”.
واستأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية في أبريل/نيسان بعد سبع سنوات من التوتر في العلاقات، كجزء من اتفاق توسطت فيه الصين خلال اجتماع في بكين بين وزيري الخارجية الإيراني والسعودي.
كما دعا الأمير فيصل المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد الإسلاموفوبيا. وقال: “على العالم أن يظهر الحزم والتصميم عندما يتعلق الأمر بدعم أو رعاية الإرهاب أو التطرف”.
“يجب علينا أن نرفض كافة أشكال الاعتداءات على القيم المقدسة، ونشر الكراهية وكراهية الإسلام تحت أي ذريعة، ومنع وقوع حوادث مثل حرق القرآن الكريم.
“وإننا نحذر من خطورة هذه الأعمال التي تهدد الاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب، والتي تعيق الجهود الدولية الرامية إلى التسامح والاعتدال ونبذ التطرف”.
وفي موضوع التغير المناخي، أكد الأمير فيصل مجددا التزام المملكة العربية السعودية بخفض الانبعاثات و”الانتقال التدريجي والمسؤول نحو أنظمة الطاقة النظيفة ذات الانبعاثات المنخفضة باستخدام جميع مصادر الطاقة المتاحة لضمان الاستدامة”.
وقال: “نحن نعلم أن هذا تحدٍ هائل، ونرغب في تعزيز دورنا الرائد في جميع أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بالاستدامة”.
وأضاف أن المملكة أطلقت مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الخضراء من أجل حماية البيئة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. وقال إن المملكة تستخدم نهج الاقتصاد الدائري نحو الحياد الكربوني وضاعفت مساهماتها في هذا الهدف، مضيفا أن الجهود جارية لتعزيز إدارة أفضل للموارد المائية.
وفيما يتعلق بمسألة إمدادات الطاقة العالمية، قال إن المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة لتلبية احتياجات المستهلكين والمنتجين على المستوى العالمي من خلال العمل مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
“سنركز على آفاق مستقبل يركز على التكنولوجيا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وستكون فرصة ممتازة للترويج للمشاريع ذات التأثير العالمي التي يمكن أن تعزز التعاون لإيجاد حلول من خلال الابتكار والشمولية والاستدامة.
كما أكد “أهمية الجهود المبذولة لتحقيق هدف إزالة الأسلحة النووية”.
وأشار الأمير فيصل إلى أن المملكة العربية السعودية تقدمت بملفها لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 تحت عنوان “عصر التغيير: معًا من أجل غد مستنير”.
وأضاف: “لدينا أيضًا سياسة طموحة تجاه المستقبل”.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر لجميع الدول التي دعمت استضافة المملكة لاستضافة معرض اكسبو الدولي، ونقل للعالم “رسالتنا وقيمنا ومبادئنا بروح الشراكة والاحترام لوضع الأساس لمستقبل أفضل للإنسانية”.