تعتزم فرنسا سحب قواتها البالغ قوامها 1500 جندي من النيجر بحلول نهاية العام في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في وقت سابق من هذا العام.
الدولة الإفريقية وأطيح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا في يوليو/تموز، مع العقوبات الغربية التي تلت ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 60% وتسبب في انقطاع الكهرباء لمدة 10 ساعات.
وكانت فرنسا قد نشرت في السابق آلاف القوات في منطقة السهل بناء على طلب الزعماء الأفارقة لمحاربة الجماعات الجهادية.
وأبقت على 1500 منهم في النيجر منذ الانقلاب ورفضت مرارا أمرا من المجلس العسكري الجديد بمغادرة سفيرها.
وتصاعدت التوترات بين فرنسا والنيجر، المستعمرة الفرنسية السابقة، في الأسابيع الأخيرة، وسبق أن وصف الرئيس ماكرون كيف كان الدبلوماسيون يعيشون على حصص الإعاشة العسكرية أثناء تحصنهم في السفارة.
وفي أغسطس/آب، مُنح السفير الفرنسي سيلفان إيتي 48 ساعة للمغادرة، وعندما انقضى الموعد النهائي، رفع قادة الانقلاب حصانته الدبلوماسية.
وقال ماكرون في مقابلة مع فرانس-2 إنه تحدث الأحد مع الرئيس المخلوع محمد بازوم، وأخبره أن فرنسا قررت إعادة سفيرها، “وفي الساعات المقبلة سيعود سفيرنا وعدد من الدبلوماسيين إلى فرنسا”.
وأضاف: “سننهي تعاوننا العسكري مع سلطات النيجر لأنها لم تعد ترغب في مكافحة الإرهاب بعد الآن”.
وقال إن الوجود العسكري الفرنسي جاء استجابة لطلب من حكومة النيجر في ذلك الوقت.
انقر للاشتراك في Sky News Daily أينما تحصل على ملفاتك الصوتية
وزعم قادة المجلس العسكري أن حكومة السيد بازوم لم تفعل ما يكفي لحماية البلاد من التمرد.
وسيتم سحب القوات تدريجيا بالتنسيق مع قادة المجلس العسكري “لأننا نريد أن يتم ذلك بسلام”.
وحذر بازوم في وقت سابق من “عواقب وخيمة” على العالم أجمع إذا لم تتم إعادته إلى منصبه.
وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، قال إن “منطقة الساحل الوسطى بأكملها يمكن أن تسقط النفوذ الروسي عبر مجموعة فاغنر”.
نهاية “الدرك” الفرنسي
وفي نيويورك، اتهمت الحكومة العسكرية التي استولت على السلطة في النيجر، الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ “عرقلة” المشاركة الكاملة للدولة الواقعة في غرب إفريقيا في الاجتماع السنوي لزعماء العالم.
ويقول الخبراء إنه بعد التدخلات العسكرية المتكررة في مستعمراتها السابقة في العقود الأخيرة، فإن عصر فرنسا باعتبارها “دركي” أفريقيا قد يكون قد انتهى أخيرا، مع تحول أولويات القارة.
كما تم سحب القوات الفرنسية من مالي وبوركينو فاسو المجاورتين في السنوات الأخيرة بعد وقوع انقلابات هناك.
وقال رضا لياموري، زميل بارز في مركز سياسات الجنوب الجديد، وهو مركز أبحاث مقره المغرب، إن النيجر ستشعر بخسارة الدعم الفرنسي في حربها ضد المنظمات المتطرفة العنيفة.
اقرأ أكثر:
كيف قد تسعى روسيا لاستغلال النيجر؟
الرئيس المخلوع يقول إنه “رهينة”
النيجر تغلق مجالها الجوي
وقال: “كانت فرنسا شريكا موثوقا به يقدم الدعم لعملياتها، والنيجر ببساطة ليس لديها بديل لملء هذا الفراغ من قبل الفرنسيين، على الأقل على المدى القصير والمتوسط”.