أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، اليوم السبت، أن أزمة العملة المصرية “عابرة” وستنتهي قريبا.
وقال في حوار خلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه خلال جولته التفقدية لعدد من المصانع بمدينة العاشر من رمضان: «الأهم ما يأتي بعد ذلك والدرس الذي تعلمناه من الأزمة العالمية والاقتصادية هو أننا كدولة يجب أن نمتلك قدراتنا الإنتاجية ومنتجاتنا إلى أقصى حد ممكن.
وتطرق رئيس الوزراء إلى موضوع الصناعة في مصر، مؤكدا أنها تأتي على رأس أولويات عمل الحكومة، إلى جانب العمل على تشجيع القطاع الخاص للقيام بدوره في قيادة الاقتصاد المصري في مختلف الأنشطة التنموية، خاصة القطاع الصناعي.
وقال: “نحن ندعم كل الصناعيين الوطنيين والأجانب، وكل مصنع ينتج محليا ويخفض فاتورة الاستيراد”.
ويكثف المستثمرون رهاناتهم على أن مصر ستسمح لعملتها بالانخفاض بشكل حاد بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول.
تعود سوق المشتقات المالية للأصول المصرية، المستخدمة للتحوط من المخاطر والمضاربات، إلى الحياة مرة أخرى مع استعداد المتداولين للتخفيض الرابع لقيمة العملة منذ مارس 2022.
ويتوقع المحللون في دويتشه بنك ومورجان ستانلي التعويم في الربع المقبل، في حين يتوقع محللو سوسيتيه جنرال ذلك بعد فترة فرز الأصوات القصيرة في ديسمبر.
وخفضت مصر قيمة عملتها المحلية ثلاث مرات منذ مارس/آذار 2022، لتخسر أكثر من 50 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار.
كما فرضت قيودًا على الواردات، بينما أوقفت البنوك المحلية استخدام بطاقات الخصم المباشر الصادرة بالجنيه خارج البلاد في محاولة لوقف نزيف العملات الأجنبية.
ويدرس صندوق النقد الدولي زيادة محتملة في برنامج القروض لمصر، بقيمة 3 مليارات دولار، نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا في مقابلة مع رويترز على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ إن الصراع يدمر السكان والاقتصاد في غزة وألحق أضرارا باقتصاد الضفة الغربية.
وأضافت أن ذلك يشكل صعوبات للدول المجاورة مصر ولبنان والأردن من خلال خسائر في عائدات السياحة وارتفاع تكاليف الطاقة.
قبل أيام قليلة، تم إجراء استطلاع رأي بواسطة بلومبرج أفاد مطلعون أن الزيارة الحالية لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى القاهرة تأتي بهدف تعزيز جهود دعم التنمية الاقتصادية في مصر والتخفيف من أثر الأزمة الحالية.
ووفقا لبلومبرج، من المقرر أن يقترح الاتحاد الأوروبي خطة استثمارية تهدف إلى ضخ تسعة مليارات يورو (9.8 مليار دولار أمريكي) في قطاعات مثل المبادرات الرقمية والطاقة والزراعة والنقل، بما في ذلك منتدى الاستثمار المقرر عقده في الربيع المقبل.
من ناحية أخرى، أصدرت الحكومة المصرية سندات «ساموراي» في السوق اليابانية بقيمة 500 مليون دولار لمدة خمس سنوات، بعائد سنوي 1.5%، بحسب بيان لوزارة المالية المصرية مطلع نوفمبر الماضي.
كما باعت وزارة المالية البنمية الشهر الماضي سندات “باندا” في السوق الصينية بما يعادل 500 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات بفائدة 3.5 بالمئة، بحسب بيان سابق لوزارة المالية.
وتم الإعلان في وقت سابق عن صفقة استحواذ شركة جلوبال للاستثمارات الإماراتية على 669 مليون سهم من أسهم الشركة الشرقية بإجمالي 530.2 مليون دولار.
وفي وقت سابق من شهر نوفمبر، نجحت وزارة المالية في ترتيب تمويل تنموي جديد بقيمة 500 مليون دولار لتنفيذ مشاريع صحية وتعليمية، في شراكة جديدة مع دويتشه بنك، وبنك ABC، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان).
ولجأ البنك المركزي إلى العودة إلى اعتماد نظام سعر الصرف المرن بعد الخروج عنه خلال سنوات أزمة فيروس كورونا – 2020 و2021 – من أجل استعادة ثقة صندوق النقد الدولي، والحصول على قرض منه لتمويل اقتصاد مصر. برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في وقت سابق أن معدل التضخم داخل المدن تراجع إلى 35.8 بالمئة في أكتوبر 2023 مقارنة بـ 38 بالمئة في سبتمبر الماضي، فيما انخفض معدل التضخم السنوي العام في مصر خلال شهر أكتوبر إلى 38.5 بالمئة مقابل 40.3 بالمئة. بالمئة في سبتمبر.
وانخفض معدل التضخم الأساسي السنوي الذي أعده البنك المركزي، إلى 38.1 بالمئة في أكتوبر مقارنة بـ 39.7 بالمئة في سبتمبر 2023، وذلك للمرة الرابعة على التوالي.
وفي غضون نحو 20 شهرا، رفع البنك المركزي سعر الفائدة 11 في المائة في ست مناسبات – آخرها واحد في المائة في أغسطس – ليصل إلى 19.25 في المائة للودائع و20.25 في المائة للإقراض، بهدف خفض معدل التضخم.
وأكد رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب فخري الفقي، إمكانية تحقيق هذه الزيادة لبرنامج مصر من القروض الممنوحة من الصندوق نتيجة تداعيات حرب غزة على مصر واقتصادها.
وأضاف أن ذلك يتجلى خاصة مع تأثر السياحة في سيناء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وتداعياته، وانخفاض واردات الغاز الإسرائيلي إلى مصر نتيجة ما يتعرض له حقل تمر، وزيادة المخاطر في المنطقة تقلل من قدرة مصر على جذب المزيد من الاستثمارات.
وأوضح الفقي أنه يمكن زيادة برنامج القرض عبر طريقتين، هما التمويل الممتد، أو تقديم تمويل استثنائي من خلال تمويل المرونة والاستدامة، وهو ما أتاح الصندوق للدول الأعضاء التي تحتاج إليه الموافقة على التقدم بطلبه.
وأكد أن مصر مؤهلة لذلك، خاصة أنها تتمتع ببرنامج وسجل جيد لدى الصندوق، ولم تتخلف عن التزاماتها تجاهه من قبل.
قال شريف سامي، رئيس هيئة الرقابة المالية الأسبق، إن الأسابيع القليلة الماضية سلطت الضوء على دور مصر الإقليمي، وأعادت التذكير بثقلها وأهمية شبكة العلاقات التي نسجتها على مدى عقود مع مختلف الأطراف.
وأضاف أنه من المتوقع أن نرى جانبا إيجابيا يتمثل في مرونة أكبر واستجابة أسرع من المؤسسات الدولية لتلبية متطلبات التمويل ودعم المبادرات الاقتصادية للدولة.
وقال الخبير المصرفي محمد عبد العال إن الحكومة تدرس حاليا حلولا خارج الصندوق لزيادة النقد الأجنبي حيث تعاني مصر من فجوة هناك.
وأشار إلى أن متوسط الفجوة السنوية يتراوح بين 13 و15 مليار دولار خلال فترة الثلاثة أشهر.
وأضاف أن الفجوة في النقد الأجنبي ستصل خلال السنوات المقبلة إلى 55 مليار دولار، وهو ما دفع الدولة في الوقت الحاضر إلى السعي لتوفير النقد الأجنبي بعدة طرق مختلفة.
وأوضح عبد العال أن مصر تحاول حاليا الحفاظ على النقد الأجنبي لزيادة نموها سعيا لسداد التزاماتها بالدولار، حيث وصل الاحتياطي الأجنبي إلى 35 مليار دولار بعد سداد كافة الالتزامات السنوية.