تعد أهرامات الجيزة من أشهر المعالم الأثرية في تاريخ البشرية، حيث لا يزال البناء يحير عقول البشر عبر القرون.
حتى بعد ما يقرب من 4500 عام لم يتمكن علماء الآثار من تحديد جميع الجوانب الفنية المحيطة ببناء الأهرامات. وتبقى تساؤلات كثيرة حول كيفية قيام الحضارة الفرعونية ببناء هذه الصروح الضخمة رغم افتقارها للوسائل التقنية كما نعرفها اليوم.
ألقت دراسة جديدة بقيادة عالم الجغرافيا الطبيعية، هادر شيشة من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، ضوءًا جديدًا على هذه المعضلة.
وكشفت أن بناء أهرامات الجيزة كان ممكناً بفضل وجود رافد متفرع من النيل لم يعد موجوداً اليوم يسمح بنقل مواد البناء اللازمة.
وفقًا لراديو مونت كارلو، تشير الدراسة إلى أن مهندسي الفراعنة استخدموا النيل وفيضاناته السنوية من خلال نظام معقد من القنوات والأحواض التي شكلت مجمعًا موانيًا عند سفح هضبة الجيزة.
درس الخبراء حبوب اللقاح القديمة في الموقع، مما أتاح إجراء تحليل دقيق للتباين في مستويات المياه في هذه المنطقة على مدار أكثر من 8000 عام، بما في ذلك الفترة التي تم خلالها بناء الأهرامات بين 2686 و 2160 قبل الميلاد.
وأظهر البحث أن منسوب المياه ارتفع بشكل حاد خلال الفترة الإفريقية الرطبة ما بين 4800 و 5500 عام، مما حوّل التربة الجافة لجزء من الصحراء إلى رقعة من الحشائش والأشجار والبحيرات.
بعد ذلك، انحسر فرع النيل، لكنه ظل صالحًا للملاحة لفترة طويلة.
سمح ذلك بنقل الأحجار والمواد اللازمة لبناء الأهرامات، ويذكر أن العديد من هذه الأحجار تم نقلها من مواقع بعيدة في مصر.
وأظهرت الدراسة أن المياه في هذا الرافد حافظت على مستويات عالية في عهود خوفو وخفرع ومنقرع، مما سهل نقل مواد البناء إلى الجيزة.
ولكن بعد عهد الملك توت عنخ آمون، الذي تولى السلطة من 1349 إلى 1338 قبل الميلاد، انخفض منسوب المياه في هذا الروافد من النيل تدريجيًا حتى وصل إلى أدنى مستوياته الموثقة في آخر 8000 عام.