الرياض: يعد رفع وعي المجتمع بالتوازن البيئي أمرًا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بحماية عالمنا والحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستدامة، كما يقول خبير البيئة السعودي الدكتور فهد تركستاني.
كان تركستاني، الأستاذ المشارك السابق في الكيمياء بجامعة أم القرى، يتحدث إلى عرب نيوز حول إعلان الحكومة يوم 27 مارس باعتباره يوم المبادرة الخضراء السعودية.
وقال إنه يعتقد أن هذا من شأنه حماية البيئة المحلية واستعادتها وتعزيز الاستدامة وتثقيف الجمهور وتعزيز مشاركة المجتمع. كما سيكون لها تأثير إيجابي على القطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية.
أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبادرتين في 27 مارس 2021 – المبادرة السعودية الخضراء، لتعزيز جهود الاستدامة والعمل المناخي داخل المملكة، ومبادرة الشرق الأوسط الخضراء، التي تهدف إلى مكافحة تغير المناخ.
وقالت سناء الشهري، رئيسة مجلس إدارة شركة الريسة للخدمات البيئية، إن تأثير يوم المبادرة الخضراء السعودية سيكون مجتمعيًا وبيئيًا أيضًا.
وأضافت أن تخصيص يوم سنوي لمبادرة السعودية الخضراء يؤكد التزام القيادة السعودية باتخاذ القرارات البيئية الحاسمة وتعزيز المشاركة المجتمعية وتشجيع المشاركة في المبادرات البيئية.
وأكد الشهري عضو لجنة البيئة بغرفة الشرقية أهمية اليوم في رفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية وخاصة بين الشباب.
“ومن المهم أيضًا تحفيز القطاع الخاص… فالقوانين وحدها لا تكفي لحماية البيئة.”
وقالت الشهري إنها لاحظت منذ بدء التشجير في إطار المبادرة الخضراء السعودية انخفاضا في عدد العواصف الرملية “التي كانت تحدث أربع إلى خمس مرات في السنة… في العام الماضي انخفضت بشكل ملحوظ”.
وأكد تركستاني أن المبادرة ستسهم في تحسين تخطيط المدن وبناء مجتمعات خضراء ومستدامة. كما أنه من شأنه أن يعزز نوعية الحياة في المدن من خلال تشجيع استخدام وسائل النقل العام وتشجيع الرياضة والترفيه في الهواء الطلق.
وأضاف أنها ستساعد علاوة على ذلك في إدارة الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة والغابات. وشدد تركستاني على أهمية تثقيف الجمهور حول الاستخدام المستدام للموارد والحد من النفايات.
تعالج المبادرة السعودية الخضراء التحديات البيئية من خلال استراتيجية من ثلاثة أجزاء. يركز الأول على خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وذلك من خلال زيادة الطاقة المتجددة إلى 50 بالمائة. كما أنها تشجع الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة، وكفاءة استخدام الطاقة، وبرامج احتجاز الكربون، وكلها تهدف إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.
وتهدف الركيزة الثانية إلى زراعة 10 مليارات شجرة وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي لتحسين جودة الهواء والحد من العواصف الترابية.
وأخيرًا، تلتزم المبادرة بحماية 30 بالمائة من المناطق البرية والبحرية في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030، والعمل مع شركاء عالميين للحفاظ على الموائل الطبيعية.