الرياض: في جميع أنحاء العالم، أحدثت السيارات الكهربائية ثورة بالفعل في مجال الترفيه والنقل العام والخدمات اللوجستية، مما أدى إلى تقليص البصمة الكربونية للسفر وتحسين جودة الهواء وتقليل التلوث في الهواء وعلى الأرض وفي البحر.
مع شروع المملكة العربية السعودية في تنفيذ مجموعة من المبادرات البيئية المصممة لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، أصبحت المركبات الكهربائية مجال تركيز مهم.
تسارع التحول من مركبات محركات الاحتراق التقليدية إلى النماذج الكهربائية الجديدة في جميع أنحاء العالم مع اختيار الشركات والمستهلكين لوسائل النقل الأكثر مراعاة للبيئة. والمملكة العربية السعودية ليست استثناء.
يزدهر التحول من السيارات العادية إلى السيارات الكهربائية في المملكة. لقد تجاوز اتجاه السيارات الكهربائية مجرد ملكية المركبات الشخصية، مع انتشار كل شيء بدءًا من الدراجات البخارية الإلكترونية وحتى الحافلات الكهربائية.
حتى أن هناك مناقشات حول ما إذا كان سيتم تطبيق تكنولوجيا المركبات الكهربائية قريبًا على الطائرات وربما السفر إلى الفضاء.
ويدعم ستيفن كروليوس، مستشار المناخ السابق في مؤسسة كلينتون والرئيس الحالي لشركة Carbon-Neutral Consulting، فكرة ملكية السيارات الكهربائية بسبب فوائدها البيئية.
على الرغم من أنه قد لا يزال من الصعب تثقيف الجمهور في بعض المجتمعات حول فوائد التحول إلى المركبات الكهربائية، إلا أن كروليوس يقول إن المزايا تفوق العيوب.
وقال لصحيفة عرب نيوز: “لكي يحدث انتقال جماعي على أي جبهة، يجب أن تكون هناك مجموعة من الظروف التي تتسبب في حدوثه”.
“من خلال التشجيع الحكومي، يمكننا الاستمرار في زيادة الحجم (و) التسبب في نضوج الصناعات، مثل، على سبيل المثال، صناعة البطاريات، التي حققت الكثير من النضج على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية … تكلفة البطاريات وأسعار البطاريات لقد نزلت إلى درجة غير عادية.
يحتوي هذا القسم على النقاط المرجعية ذات الصلة، الموضوعة في (حقل الرأي)
“نحن نعمل على تطوير توليد الطاقة المتجددة للكهرباء. هل نتطور بسرعة كافية لتجنب أزمة المناخ؟ لا أعرف. ولكن بالمقارنة مع الأجيال الجديدة من التكنولوجيا التي يتم طرحها، فإننا ننشر الكثير من توليد الكهرباء المتجددة، من الناحية التاريخية، بسرعة كبيرة.
وتحتل شركات مثل CEER وLucid، التي تحظى بتمويل كبير من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، طليعة الشركات الدافعة للنمو في صناعة السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية.
ووقعت شركة لوسيد الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية عقدا مع صندوق الاستثمارات العامة قبل عامين لبناء مصنع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على البحر الأحمر. واليوم، يتقاسم صندوق الاستثمارات العامة ما يزيد قليلاً عن نصف ملكية المجموعة في المملكة، ويهدف إلى إنتاج ما يقرب من نصف مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030.
ومنذ العام الماضي، توسع استخدام المركبات الكهربائية في المملكة ليشمل الحافلات الكهربائية كبديل مستدام للمركبات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.
الحافلات الكهربائية لا تنتج أي انبعاثات، وبالتالي تقلل بشكل كبير من تلوث الهواء والغازات الدفيئة في المناطق الحضرية، خاصة خلال موسم الحج، عندما يتوافد الحجاج إلى المملكة ويستفيدون من شبكة النقل الجماعي.
دشن أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، خدمة الحافلات الكهربائية التي تربط المطار بالمسجد النبوي الشريف، خلال موسم الحج الماضي.
هل فعلتيعرف
• استثمرت المملكة ما لا يقل عن 10 مليارات دولار في شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية لوسيد موتورز.
• مع 61% من الأسهم، تعد المملكة العربية السعودية المالك الأكبر لمجموعة لوسيد من خلال صندوق الاستثمارات العامة التابع لها.
• يهدف صندوق الاستثمارات العامة إلى إنتاج 500 ألف مركبة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030.
• في الرياض، من المستهدف زيادة حصة المركبات الكهربائية بنسبة 30% في عام 2030.
وقد أتاح الطريق الذي يربط الموقعين كفاءة تشغيلية عالية، حيث تمكنت الحافلة من السفر لمسافة 250 كيلومترًا بشحنة واحدة فقط.
تقدم الحافلات الكهربائية مجموعة متنوعة من الفوائد، بما في ذلك تقليل الضوضاء وتحسين كفاءة الطاقة وانخفاض تكاليف الصيانة. بالإضافة إلى ذلك، فإن لديهم بصمة كربونية أصغر، وهي خطوة حاسمة نحو الاستدامة.
كما قام السعوديون الملتزمون بحماية البيئة بإدراج المركبات الكهربائية في تنقلاتهم اليومية، مع وجود الدراجات البخارية الإلكترونية الآن في الرياض ومدن أخرى. توفر الدراجات البخارية الإلكترونية حلاً صديقًا للبيئة للنقل المحلي عن طريق خفض الانبعاثات السامة وخفض التلوث الضوضائي.
يعد تقديم خدمات السكوتر الإلكتروني في مواقع مختلفة في الرياض علامة واضحة على حرص المملكة ليس فقط على وضع اللوائح والترويج للسيارات الكهربائية، ولكن أيضًا قيادة المجتمع في تبني موقف إيجابي تجاه الحياة المستدامة.
علاوة على ذلك، ومع التقدم في تكنولوجيا البطاريات وتطوير البنية التحتية للشحن، أصبحت السيارات الكهربائية خيارًا قابلاً للتطبيق للشركات التي تهدف إلى إزالة الكربون من عملياتها.
على سبيل المثال، في المناطق العامة في الدرعية مثل البجيري والطريف، تتوفر منافذ حائط قياسية لأصحاب المركبات الكهربائية لشحن سياراتهم أثناء الاستمتاع بزيارة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
نظرًا لأن صناعة الطيران هي واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون، فإن مفهوم الطائرات الكهربائية قد يوفر حلاً واعدًا لإزالة الكربون على مستوى العالم.
قبل ثلاث سنوات، حطمت شركة صناعة السيارات البريطانية رولز رويس الأرقام القياسية عندما وصلت طائرتها “روح الابتكار” إلى سرعة 628 كيلومترا في الساعة، مما يجعلها أسرع سيارة كهربائية بالكامل في العالم.
في ذلك الوقت، قال وارن إيست، الرئيس التنفيذي للشركة آنذاك، إن الطائرات الكهربائية يمكن أن تجعل “جيت زيرو” حقيقة واقعة وتساعد في إزالة الكربون من جميع أشكال النقل.
بالمقارنة مع الطائرات التجارية الحالية، التي تعتمد على مزيج من النفط والوقود الاصطناعي، تنتج الطائرات الكهربائية ضوضاء أقل، وتكاليف تشغيل أقل وتنبعث منها غازات دفيئة أقل بكثير.
ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تحول دون اعتماد الطائرات الكهربائية على نطاق واسع – وخاصة التكلفة الهائلة لتكييف البنية التحتية القائمة اللازمة لدعم استخدامها.
على الرغم من أن الحكومات والشركات الخاصة في جميع أنحاء العالم يمكنها التعاون وبناء شبكة شاملة من محطات الشحن لتلبية الطلب المتزايد، إلا أن هذا قد يثقل كاهل اقتصادات بعض البلدان.
ومع ذلك، فإن الأهمية المتزايدة للسيارات الكهربائية خارج نطاق السيارات، مثل الحافلات والدراجات البخارية الكهربائية والطائرات، تحمل وعدًا كبيرًا بمستقبل خالٍ من الكربون.
إن استغلال مصادر الطاقة البديلة في هذه المجالات يمكن أن يغير لعبة الانبعاثات الكربونية للأفضل، ويحارب تلوث الهواء، ويمهد الطريق لأنظمة نقل مستدامة في المملكة وحول العالم.
ومع ذلك، لتحقيق الإمكانات الكاملة للسيارات الكهربائية، سيتعين على الحكومات والشركات أولاً مواجهة التحديات مثل توفير بنية تحتية كافية للشحن بالإضافة إلى قيود المدى في تكنولوجيا البطاريات.
ومن خلال الابتكار والاستثمار المستمرين، ستلعب السيارات الكهربائية دورًا رئيسيًا في خلق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.